من خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
من خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
ذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي عن معاوية, رضي الله عنه:
أنه حمد الله وأثنى عليه وأوجز, ثم قال:
أيها الناس انا قد أصبحنا في دهر عنود, وزمن شديد, يعد فيه المحسن مسيئا, ويزداد الظالم فيه عتوّا, لا ننتفع بما علمنا, ولا نسأل عما جهلنا, ولا نتخوّف قارعة حتى تحل بنا, فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض الا مهانة نفسه, وكلا حدّه, ونضيض وفره, ومنهم الصلت لسيفه, المجلب برجله, المعلن بشرّه, وقد أشرط نفسه, وأوبق دينه, لحطام ينتهزه, أو مقت يقوده, أو منبر يقرعه, وليس المتجران تراهما لنفسك ثمنا, وبمالك عند الله عوضا, ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة, ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا, قد طامن من شخصه, وقارب من خطوه, وشمّر عن ثوبه, وزخرف نفسه بالأمانة, واتخذ ستر الله ذريعة الى المعصية, ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضآلة نفسه, وانقطاع سببه, فقصّرت به الحال عن حاله, فتحلى باسم القناعة, وتزيّا بلباس الزّهادة, وليس من ذلك مراح ولا مفدى. وبقي رجال أغضّ أبصارهم ذكر المرجع, وأراق دموعهم خوف المضجع, فهم بين شريد باد, وبين خائف منقمع, وساكت مكعوم, وداع مخلص, وموجع ثكلان, قد أخملتهم التقيّة, وشملتهم الذلّة, فهم في بحر أجاج, أفواههم ضامرة, وقلوبهم قرحة, قد وعظوا حتى ملّوا, وقهروا حتى ذلوا, وقتلوا حتى قلّوا.
فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم, واتّعظوا بمن كان قبلكم, قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم, وارفضوها ذميمة, فقد رفضت من كان أشفق بها منكم.
المرجع:" العقد الفريد" (4\88-89)
من خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
ذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي عن معاوية, رضي الله عنه:
أنه حمد الله وأثنى عليه وأوجز, ثم قال:
أيها الناس انا قد أصبحنا في دهر عنود, وزمن شديد, يعد فيه المحسن مسيئا, ويزداد الظالم فيه عتوّا, لا ننتفع بما علمنا, ولا نسأل عما جهلنا, ولا نتخوّف قارعة حتى تحل بنا, فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض الا مهانة نفسه, وكلا حدّه, ونضيض وفره, ومنهم الصلت لسيفه, المجلب برجله, المعلن بشرّه, وقد أشرط نفسه, وأوبق دينه, لحطام ينتهزه, أو مقت يقوده, أو منبر يقرعه, وليس المتجران تراهما لنفسك ثمنا, وبمالك عند الله عوضا, ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة, ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا, قد طامن من شخصه, وقارب من خطوه, وشمّر عن ثوبه, وزخرف نفسه بالأمانة, واتخذ ستر الله ذريعة الى المعصية, ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضآلة نفسه, وانقطاع سببه, فقصّرت به الحال عن حاله, فتحلى باسم القناعة, وتزيّا بلباس الزّهادة, وليس من ذلك مراح ولا مفدى. وبقي رجال أغضّ أبصارهم ذكر المرجع, وأراق دموعهم خوف المضجع, فهم بين شريد باد, وبين خائف منقمع, وساكت مكعوم, وداع مخلص, وموجع ثكلان, قد أخملتهم التقيّة, وشملتهم الذلّة, فهم في بحر أجاج, أفواههم ضامرة, وقلوبهم قرحة, قد وعظوا حتى ملّوا, وقهروا حتى ذلوا, وقتلوا حتى قلّوا.
فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم, واتّعظوا بمن كان قبلكم, قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم, وارفضوها ذميمة, فقد رفضت من كان أشفق بها منكم.
المرجع:" العقد الفريد" (4\88-89)
اعز صحاب- المشرف العام
- عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 03/02/2011
رد: من خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
جزاك الله خيرا
سما القلوب- عضو رهيب
- عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 04/02/2011
مواضيع مماثلة
» -احذر ان يكون عملك بمنهج الله مقصود به غير الله:
» سبحان الله ... كيف تموت الملائكة ؟؟
» كن مع الله
» من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم
» إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
» سبحان الله ... كيف تموت الملائكة ؟؟
» كن مع الله
» من وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم
» إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى